بدأت القارة العجوز تفتح أبوابَها في وجهِ المهاجرين المغاربة، فبعد إيطاليا وإسبانيا عبّرت البرتغال عن رغبتها في استقبال مواطنين مغاربة للعمل بشكلٍ قانونيّ في مجالي الزراعة والبناء، بعد تأثير أزمة “كورونا” على معظم الأنشطة الاقتصادية لدولِ أوروبا، وما فرضتهُ من حاجة إلى يد عاملة مغربية مؤهلة.
وقال وزير الداخلية البرتغالي إدواردو كابريتا أمس الخميس، إن لشبونة والرباط يتفاوضان على اتفاق يسمح لعدد متفق عليه من المواطنين المغاربة بالعمل بشكل قانوني في البرتغال، مبرزاً في تصريحات نقلتها وسائل إعلام برتغالية، وسط مخاوف من أن المهاجرين غير الشّرعيين الباحثين عن طريق إلى الاتحاد الأوروبي يستهدفون البرتغال بشكل متزايد.
وصرح وزير الداخلية البرتغالي، للصحافيين إن “البرتغال والمغرب تدرسان مقترحًا بشأن الهجرة القانونية”، مضيفاً أن “البرتغال تعاني من نقص في العمال، خاصة في مجالي البناء والزراعة”.
وتشهدُ سواحل البرتغال حركية غير معهودة هذه الأيام بفعل وصول مئات المهاجرين من شمال إفريقيا إلى الحدود السّاحلية. وفي يوم الثّلاثاء الماضي، وصلَ قارب خشبي يحمل 28 مهاجرا إفريقيا إلى الساحل البرتغالي الجنوبي. وكان هذا هو القارب السادس المعروف وصوله هذا العام، ليرتفع إجمالي عدد المهاجرين الأسرى إلى ما يقرب من 100.
وخلق وصول المهاجرين المغاربة إلى البرتغال نقاشاً داخلياً حول ما إذا كان “المهربون يختبرون ضوابط الحدود البرتغالية وسط حملة أوروبية في البحر الأبيض المتوسط تمنع وقوع تسلّلات تستهدفُ السّواحل الإسبانية الجنوبية”.
وتسبب انتشار الوباء على مستوى أوروبا وشمال إفريقيا، وما نتج عنه من إجراءات أمنية مشدّدة على مستوى مراقبة الحدود ومنع تنقّل المواطنين بين الجهات، ساهمَ في تراجع وتيرة الهجرة غير النظامية، في مقابل الهجرات النظامية التي تراهن عليها البرتغال وباقي دول أوروبا من أجل الحصول على يد عاملة مغربية مؤهلة.
تعليقات
إرسال تعليق